شوق السنين Admin
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 11/03/2009 العمر : 34 الموقع : تحت ضوء القمر
| موضوع: في رحيلها الــــ..................؟؟؟ السبت مارس 28, 2009 6:07 am | |
| في رحيلها الــــ..................
**************************
هناك أشخاص يمرون في حياتك .. فيتركون أثر جرح وهم كثر ...... وأشخاص يمرون فيتركون رائحة عطر وهم قلة .. وآخرون يمرون فيتركونك شخص آخر ...! وهولاء قد لا تراهم سوى مرة واحدة في حياتك .. بثينة كانت من ذلك النوع ... ـ لاأعرف لماذا لم يجدوا غير هذه المراييل السخيفة ليرغمونا على لبسها.!!! تبتسم وهي تقلب صفحات دفترها وتهز كتفيها .. ـ هه ! ربما لأنهم لم يجدوا ما هو أسوأ منها .؟ ـ بالفعل .. أنت صادقة .. تبدو كأثواب رجالية ..؟ خاصة وان لونها الرمادي كئيب جدا ويشجع على كره المدرسة والرسوب بل حتى على فكرة الانتحار! ـ أففف ! انتحار مرة واحدة ! حرام عليك كان خلصوا بنات المدرسة ! يأتي صوت المراقبة أبله العنود ... ـ يالله يابنات طوابير يالله الله يجزاكم خير صفرت من خمس دقايق ؟ ـ طيب طيب بشويش علينا ...! تضحك بثينة وتهمس لي .. ـ أي ( بشويش ) ياروان ! المرة مسكينة قاعدة تترجانا ..أنت اللي بشويش عليها .. نقف بملل في الطوابير ... لا تشدنا الإذاعة المدرسية التي لم تتغير طريقتها منذ المرحلة الابتدائية ..( هل تعلم ) .. (حكم وأمثال ) ..تتكرر على مسامعنا كل سنة ... أهمس لفدوى التي كانت تقف أمامي في الطابور ... ـ رأيت كليب (فلانة ) الجديد أمس ..؟ ترد بفزع ... ـ لا..؟ ( أي كليب جديد ..ماشفت شئ أمس ؟ ـ ياشيييييييخة ؟ معقولة ..؟فاتك نص عمرك ..؟ تهمس لي بخوف كيلا تسمعها المراقبة .... ـ وين ؟ متى شفتيه ...؟ ـ في قناة الطرب ... بس شئ خيااال ...اليوم أقول لكي قصته .... تسكت قليلا بينما تستمر الإذاعة .... {هل تعلم أن سرعة .............................} تكمل فدوى همسها .... ـ وشلون طالعة في الكليب ؟ ـ يووووه يبغالها جلسة اصبري شوي إن شاء الله في الفسحة ... بدا التضايق على بثينة وهي تسمع حوارنا .. فلاطفتها بابتسامة اعتذار تعرفها جيدا وهي تنظر إلي بحزن .... ـ بس يااللي ورا ..!! تصرخ الوكيلة المخيفة ... ويسود الصمت للحظات ... ثم تسير الطوابير .... ********************** حاولت مرارا أن تقنعني بان أسجل معها في الدار .. لكني كنت أتحجج بأشياء كثيرة ..... {ماعندي وقت .. ماعندي مواصلات ..صعبة .. ماأقدر أحفظ ..أخاف أتفشل ...........} وحين سجلت في نادي رياضي ... أكتفت بأن واجهتني بابتسامة عتاب فهمتها بسرعة ... كان لبثينة بريق خاص في عينيها ... كانت فتاة هادئة .. خجولة .. وقوية في نفس الوقت.. لاأعرف لماذا كان الجميع يقولون أنهم يشعرون براحة عجيبة عند الجلوس معها أو التحدث معها ... تشعرين انك مع إنسانة صادقة وصافية السريرة تماما مثل مرآة ....هادئة حد الدفء ... وكان الجميع يستغرب أن نكون صديقتين رغم اختلافنا.... كانت تقول لي دائما ...... ـ فيك خير كثير ياروان أنت إنسانة رائعة ... فقط ..فقط لو تتركين عنك بعض المنكرات ... ـ يووووووووه ..عاد سويتيها (منكرات ) أنا بس اسمع شوية أغاني ..... ـ والدش ؟ ـ أي دش ..؟ أنا بس أشوف شوية كليبات ومسلسلات عشان أشوف الناس شلون تلبس وتتمكيج ...بس ؟ صدقيني هذا بس اللي يهمني ......؟ ـ لكن هل تشعرين أن هذا الشئ صحيح ؟ماذا لو لاقيت ربك ...اليوم .....غدا ......ألن تندمي على هذا ؟ فأسكت .... ـ الله يهدينا يا بثينة .... ادعي لي بس ... ورغم استغراب الجميع من صداقتنا ..... إلا أن بثينة كانت تعلم كم هو قلبي صاف على الآخرين وأنني أحافظ منذ صغري على الصلاة والسنن.......وأحب عمل الخير ومناصرة للحق وكم أن مسالة الأخلاق والحشمة هامة لدي وكذلك بر الوالدين ....... لم أكن أحب الغيبة ولا النميمة والكذب ...... كانت هناك لدي فقط أمور لااعرف لماذا تلطخ بياض أعمالي الصالحة ولا استطيع تركها .....سماع الأغاني ...الغفلة ...انشغالي بتوافه الأمور وكنت أتحجج بأننا لانزال صغار في السن ......ولا باس علينا بذلك .......؟ ************************** في آخر يوم من أيام الاختبارات في سنة ثالث ... كان يوما بارد لم نستطيع فيه الجلوس كما خططنا في الساحة ...... ولم تكن لدينا شهية لأن نطلب من مطعم كما خططنا أيضا ..... اكتفينا بوداع حزين تخالطه الدموع الحارة ... وتبادلنا شيئا من الهدايا البسيطة ...... ناولتني بثينة علبة هدية جميلة ...... ـ أرجوك ياروان اقرئي هذه الكتيبات واسمعي الأشرطة التي انتقيتها لكي ...إنها رائعة ... ــ إن شاء الله ابتسمت والدموع تترقرق في عينيها .... ـ ولا تنسيني ...... كنت أحاول التظاهر باني قوية ومتماسكة ..... لكن حين تذكرت صبربثينة على طوال السنوات الماضية ومحاولاتها المتواصلة لنصحي لتغييري وهدايتي شعرت بالعطف والحزن عليها ...وبأني قاسية ومخيبة للآمال ..فانهمرت بالبكاء ..ورجوتها أن تسامحني ....
********************* نسيت أمر الهدية في معمة الإجازة ... لم اقرأ كتيبات بثينة ....ولم اسمع أشرطتها ...بل لم افتح العلبة اصلآ ... سجلت في الجامعة ...انشغلت .... لم أتواصل معها على الهاتف ألا مرتين أو ثلاث ... ثم انقطعنا... مضى عام كامل .....عامين .... في السنة الثالثة من دراستي الجامعية ....... ودون مقدمات ..أتأني الخبر عبر موجات الجوال ... ـ روان ! هل عرفت ماذا حصل ؟ ـ ماذا...؟! ـ بثينة هل تذكرينها ؟ ـ كيف لا أذكرها ...إنها صديقتي ـ توفت الله يرحمها ...حادث سيارة في طريق عودتهم من العمرة .. توفت ..توفت ..توفت!!! هكذا بكل بساطة ...زالت بثينة من هذه الحياة....... معقولة ...بثينة ؟ صديقتي الحبيبة ؟!!! لم تعد موجودة......!!! لا أستطيع رؤيتها أبدآ ...!!!
********************
الأشخاص الرائعون لانشعر بقيمتهم إلا حين نفقدهم... كنت أواعد نفسي بزيارتها ورؤيتها.....في وقت ما.. لاأعرف ...حين أنتهي من الانشغال ...... والآن .......ها أنا ازور بيتها معزية ..... أخذت ابكي بحرقة....... كيف اختفت بثينة هكذا ...؟ كانت تذكرني دائما بان الموت قديخطفنا في آية لحظة ...لكني لم أتخيل انه يمكن أن يأتي بهذه السرعة بهذه الـ (مفاجأة ) ....؟ سبحان الله.........!! الآن هي تواجه منكر ونكير في قبرها...هي تسال .؟ تعرض عليها أعمالها الصالحة والسيئة ... بكيت كثيرا وأنا أتخيل وحشتها في قبرها ...... كان بالإمكان أن أكون أنا مكانها ..... وتذكرت رجاءها لي أن اقرأ كتيباتها التي أهدتني... شعرت بعطف كبير عليها وحين عدت للبيت أسرعت أحقق رغبتها وكأنه ابسط ما يمكن أن افعله من اجلها بعد رحيلها.. فتحت العلبة وأنا أغالب دمعي وأخرجت الأشرطة والكتيبات لكي أقرأ وأسمع ... وإذا بورقة تسقط من بينها ...ملفوفة بشريط من الستان .... رسالة.........؟!!! ياااااه...! من ثلاث سنوات ...ولم أقرأها إلا الآن .؟! فتحتها بحرص ...وبدأت أقرأ وأبكي ... حتى وصلت لمقطع هزني ..... { سأظل أدعو لكي ياروان ...وسأظل أدعو الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة وكم أتمنى أن تدعي أنت أيضا معي .... وأن نبذل قصارى جهدنا لنحقق هذه الغاية العظمى ...وننعم بصحبة الأنبياء والأولياء......أدعي معي ياروان لاتنسي .....} بكيت كثيرا ................... إذا ...كانت تدعو منذ ثلاث سنوات ...وأنا ؟ أنا ..لاهية ..غافلة ...أتابع هذه القناة وتلك ....وهذا الشريط وذاك ......... لقد عملت ه ...فهنيئا لها إنشاء الله لكن أنا .......ماذا عملت ؟!! منذ هذه اللحظة قررت أن أبدا في تحقيق أمنيتها بإذن الله...... الفردوس ........... وبدأت طريقا جديدا أتدارك فيه ما مضى من عمري ..... ورغم أن بثينة ـ رحمها الله ـ قد مرت في حياتي ورحلت ........ لكنها تركتني شخصا أخر تماما ........ وندرة هم من يغيرونك ....حتى بعد رحيلهم ...
للكاتبة : نوف عبد اللطيف الحزامي
*********************** أتمنى إنكم أستمتعتو بهذه القصة ......... مع تحياااااااااااااااااااااااااااااتي
شوق السنين | |
|
دلوعة نفسها المدير العام
عدد المساهمات : 231 تاريخ التسجيل : 19/03/2009
| موضوع: رد: في رحيلها الــــ..................؟؟؟ الثلاثاء مارس 31, 2009 2:19 am | |
| قمه في الروعه
تسلم يدك شوق على النقل الرااائع الله يعطيك الف عافيه | |
|